ظروف استثنائية تمر بها منطقتنا العربية والعالم على حد سواء |...

12 مارس 2016 أخبار

اكد سعادة الدكتور جمال محمد الحوسني مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والازمات والكوارث .. ان " مؤتمر الطوارئ والازمات 2016 .. اساليب مبتكرة لوطن آمن " ينعقد في ظل ظروف استثنائية تمر بها منطقتنا العربية والعالم على حد سواء وأزمات متواترة تختلف حدتها بين الفينة والأخرى مما يشكل لمؤتمرنا مادة خصبة للبحث والنقاش والحوار حول مواضيع حساسة اختيرت بعناية وحذر شديدين من وحي الأحداث والمتغيرات التي نشهدها على الساحتين العربية والدولية.

وقال في كلمة له في الكتاب الرسمي للمؤتمر الذي تنطلق فعالياته غدا في ابوظبي.. إن لقاءنا تحت مظلة مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات وحضور كوكبة متميزة من المسؤولين والخبراء والمختصين والأكاديميين والمهتمين هو دليل على الأهمية الخاصة التي يكتسيها المؤتمر والمواضيع الحساسة التي يتناولها.. مؤكدا ان المؤتمر يعتبر فرصة ثمينة لعرض تجارب وخبرات وخلاصة معارف ومعلومات ستساهم في بلورة أفكار ينتج عنها توصيات تضيء الطريق لابتكار أساليب حديثة ومتطورة وناجعة لمواجهة الكوارث والأزمات وتداعياتها وآثارها مما يساعد في الحد من الخسائر المادية والبشرية على حد سواء.واضاف سعادته انه مع تطور وتقدم الحياة والمجتمعات ظهرت أنواع جديدة ومعقدة من المخاطر والتهديدات ألقت على كاهلنا مسؤوليات وواجبات مضاعفة فوضعنا في الحسبان التطرق لأفضل الأساليب الحديثة في إدارة الكوارث والأزمات ودراسة المتغيرات العالمية من حيث أسبابها وتداعياتها وحلولها حتى نعد الخطط والبرامج والإجراءات اللازمة إعدادا جيدا قويا مبنيا على الدراسة والتحليل للواقع المعاصر.

واشار الى إن ما تعيشه اليوم بعض الدول من أوضاع كارثية وغياب أمني فيها وبمجتمعاتها يحتم علينا ألا نقف موقف المتفرج والمنتظر للكارثة بل أن نلقي نظرة شاملة متعمقة للأمن بأبعادها الامنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية بهدف اقتراح حلول تؤول بالضرورة إلى أفكار ونتائج تقي مجتمعاتنا خطر الإرهاب وتداعياته وآثاره السلبية وهذا ما تم إسناده بالفعل لأجندة مؤتمرنا هذا في نسخته الخامسة.

واكد سعادته انه من أجل الوصول إلى مجتمع آمن ومستعد لمواجهة الكوارث والأزمات يجب أن نضع في الحسبان الوصول إلى أساليب مبتكرة تقوم على التخطيط المسبق والاستعداد الجيد والجاهزية الكاملة حتى نظفر بمجتمع مبتكر وجاهز ومستعد ومسؤول ومدرك للمخاطر المحدقة بنا من جميع الجوانب والزوايا.

ويناقش المؤتمر خمسة محاور رئيسية هي النظرة الشاملة للأمن والأساليب الحديثة في إدارة الكوارث والازمات والمتغيرات العالمية.. الأسباب والتداعيات والحلول والدور المحوري للإعلام في إدارة الأزمات والكوارث إضافة إلى التحديات والحلول في مرحلة التعافي ..كما يشتمل المؤتمر على ورشتي عمل تناقشان التخطيط الاستراتيجي في إدارة الطوارئ والأزمات وكيف نبني الجاهزية.

يشارك في الجلسة الأولى للمؤتمر التي تعقد بعنوان " النظرة الشاملة للأمن " ويترأسها الدكتور سلطان النعيمي الباحث والأكاديمي المتخصص ..السيد هنري هاس مدير الدراسات في أكاديمية الإدارة الوطنية والقائد العام السابق للدفاع المدني الفرنسي والدكتور مقصود كروز رئيس مركز هداية في الإمارات والدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث بالمملكة العربية السعودية.

ويتبع ذلك الافتتاح الرسمي للمؤتمر والذي يبدأ بالسلام الوطني ثم عرض فيلم عن المؤتمر ثم الكلمات الرئيسية التي يلقيها كل من معالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع وكامبل ماكافرتي مدير الأمانة العامة للطوارئ المدنية في المملكة المتحدة.

وتبدأ الجلسة الثانية للمؤتمر بعنوان "الأساليب الحديثة في إدارة الكوارث والأزمات" ويرأسها الدكتور سيف جمعة الظاهري مدير إدارة السلامة والوقاية بمشاركة الدكتور روبرت ماكفرلين مدير مساعد بإدارة التدريب ومعايير الجاهزية بالأمانة العامة للطوارئ المدنية بمكتب رئيس الوزراء في المملكة المتحدة والسيد أليكس ستيفن المدير العام لقطاعات الحكومة والسلامة العامة والأمن في شركة تلسترا بأستراليا والسيدة لونا أبوصويرح مديرة المكتب الإقليمي في الدول العربية بمكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في القاهرة.

وتشتمل فعاليات اليوم الثاني من المؤثمر الجلسة الثالثة التي تعقد بعنوان "المتغيرات العالمية .. الأسباب والتداعيات والحلول" ويديرها أحمد اليماحي المذيع في قناة أبوظبي ويشارك فيها الدكتور طلال بن ملحم رئيس مركز إدارة الطوارئ والأزمات بالمملكة الأردنية والسير آلان ماسي قائد حرس الحدود البريطاني بالمملكة المتحدة والسيد عبدالله الجزيري الرئيس التنفيذي للحوكمة المؤسسية بشركة اتصالات في الإمارات.

والجلسة الرابعة برئاسة عائشة العوضي من شركة أبوظبي للإعلام ويشارك فيها سعادة السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة مساعدة الأمين العام لجامعة الدول العربية رئيسة قطاع الإعلام والاتصال والعقيد ركن متقاعد الدكتور فهد الشميلي خبير أمني واستراتيجي في الأمم المتحدة من دولة الكويت والسيد غريغ ويب مستشار اتصال وإعلام في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.

ويشارك في الجلسة الخامسة والأخيرة التي تأتي بعنوان "التحديات والحلول في مرحلة التعافي" ويرأسها سالم سالمين النعيمي ..السيد فرود مورنق منسق مقيم للأمم المتحدة وممثل مقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالإنابة والسيد تريفور ميرفي رئيس المرونة التشغيلية في طيران الاتحاد والسيد خوليو سيرجي خبير من منظمة الحد من المخاطر.

الجدير بالذكر أن تنظيم "مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات" يأتي ضمن أهداف الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث التي تسعى إلى تحقيقها لزيادة الوعي وتحسين أداء وفعالية جهود وقدرات الاستجابة للطوارئ في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة .

وتهدف مثل هذه المؤتمرات إلى الارتقاء بواقع إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص ومنطقة الخليج والشرق الأوسط بشكل عام لاسيما في ما يتعلق بتنسيق العمل وإدارة الأزمات من جانب والارتقاء بالوعي والمعرفة في الدولة والمنطقة.

وتتيح المؤتمر للمسؤولين في دولة الإمارات العربية المتحدة والدول الأخرى المشاركة فرصة التعرف على أفكار مبتكرة وعملية في ما يتعلق بتنسيق الجهود والعمل المشترك محليا ووطنيا وإقليميا للتعامل مع الطوارئ والأزمات والكوارث.

وتبوأ المؤتمر منذ انطلاق دورته الأولى في العام 2008 مرتبة متقدمة في الاهتمام على المستويين الإقليمي والدولي لجهة تمكنه من استقطاب مجموعات هامة من الخبراء والاستراتيجيين من كافة أنحاء العالم وهو ما تم فعلا خلال الدورات السابقة "2008 2010 و2012 و2014" فهو الحدث الأول والوحيد من نوعه في منطقة الخليج والشرق الأوسط على مستوى الحكومات والدول إذ يشكل منصة لتبادل الرؤى لنخبة من المتخصصين العالميين في مجال إدارة الطوارئ والمهتمين في المنطقة والعالم عبر سلسلة من المحاضرات وورش العمل أملا في التوصل إلى أفضل الحلول والإجراءات التي يمكن اتخاذها في مواجهة الطوارئ والأزمات من أجل تفادي وقوعها أو التخفيف الأقصى من خسائرها وضمان استمرارية الأعمال خلالها والتعافي من آثارها على مختلف المستويات.

ويتمثل دور الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في تعزيز امكانيات دولة الامارات العربية المتحدة في ادارة ومواجهة الطوارئ والازمات والكوارث ووضع متطلبات ضمان استمرارية العمل خلالها والتعافي السريع منها بالاستعداد والتخطيط المشترك باستخدام كافة وسائل التنسيق والاتصال على المستوى الاتحادي والمحلي والخاص بهدف المحافظة على الارواح والممتلكات.

وتم الإعلان عن إنشاء الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والكوارث والأزمات ضمن منظومة الهيكل التنظيمي للمجلس الأعلى للأمن الوطني في عام 2007 بمرسوم بقانون اتحادي رقم "2" لسنة 2011 الذي نص على إنشاء الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث حرصا من القيادة على سلامة أرواح المواطنين والمقيمين على أرض الدولة وحفاظا على المكتسبات والممتلكات.
وتعمل الهيئة تحت مظلة المجلس الأعلى للأمن الوطني وتهدف إلى تحقيق سياسة الدولة فيما يخص الإجراءات اللازمة لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وتعتبر الجهة الوطنية الرئيسية المسؤولة عن تنسيق ووضع المعايير والأنظمة واللوائح المتعلقة بإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث ووضع خطة وطنية موحدة للاستجابة لحالات الطوارئ.

وتشرف الهيئة على تطوير قدرات الاستجابة من خلال اقتراح وتنسيق البرامج بين الجهات المعنية على المستويين المحلي والوطني وتحديثها بشكل دوري ..إضافة إلى المشاركة في إعداد سجل المخاطر والتهديدات على المستويين الوطني والمحلي وتحديثه بشكل دوري بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية.

كما تقوم الهيئة بتنسيق أدوار الجهات المعنية بالدولة عند وقوع الطوارئ أو الأزمات أو الكوارث والمشاركة في إعداد وتنسيق خطط الطوارئ اللازمة للمنشآت الحيوية والبنية التحتية في الدولة ومتابعة تنفيذها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة بالدولة.

وتعمل الهيئة على إعداد الدراسات والأبحاث العلمية اللازمة من خلال إنشاء مركز المعلومات والموارد المتعلقة بالطوارئ والأزمات والكوارث والتنبؤ بوقوعها وكيفية التعامل معها بالتنسيق مع الجهات المعنية ..إضافة إلى إعداد وتنسيق وتنفيذ التمارين الخاصة بإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بالتنسيق مع الجهات المعنية ومتابعة تنفيذها.

واليكم فيما يلي نص كلمة سعادة الدكتور جمال محمد الحوسني مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والازمات والكوارث ..

ينعقد المؤتمر في ظل ظروف استثنائية تمر بها منطقتنا العربية والعالم على حد سواء وأزمات متواترة تختلف حدتها بين الفينة والأخرى مما يشكل لمؤتمرنا مادة خصبة للبحث والنقاش والحوار حول مواضيع حساسة اختيرت بعناية وحذر شديدين من وحي الأحداث والمتغيرات التي نشهدها على الساحتين العربية والدولية.

فبعد أن بحث مؤتمرنا عام 2008 الجاهزية للأزمات والأمن البيئي الصناعي ودور الاتصالات والإعلام في إدارة الأزمات في مبادرة اعتبرت حينها الأولى من نوعها عربيا وعلى مستوى الشرق الأوسط بشكل عام في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وناقش مؤتمرنا الثاني عام 2010 كيفية تفعيل دور الدولة في مواجهة الأزمات السياسية والأمنية العالمية وسبل تفادي تأثيرات المخاطر الدولية وبحثت النسخة الثالثة عام 2012 سبل الإعداد لمواجهة تحديات المستقبل وحلول مبتكرة في إدارة الأزمات والكوارث ومناقشة موضوعي الاستعداد والاستجابة في النسخة الرابعة سنة 2014 باعتبارهما مسؤولية جماعية.. يلتئم مؤتمرنا هذا العام ليبحث ويناقش مواضيع ومحاور غاية في الأهمية والحساسية تحت شعار "أساليب مبتكرة لوطن آمن" استلهمت مواضيعه من ثنايا الوقائع والظروف الحالية ليعبر عن حاجات وتطلعات مستقبلية.

إن لقاءنا تحت مظلة مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات وحضور كوكبة متميزة من المسؤولين والخبراء والمختصين والأكاديميين والمهتمين لهو خير دليل على الأهمية الخاصة التي يكتسيها المؤتمر والمواضيع الحساسة التي يتناولها فهو يعتبر فرصة ثمينة لعرض تجارب وخبرات وخلاصة معارف ومعلومات ستساهم في بلورة أفكار ينتج عنها توصيات تضيء الطريق لابتكار أساليب حديثة ومتطورة وناجعة لمواجهة الكوارث والأزمات وتداعياتها وآثارها مما يساعد في الحد من الخسائر المادية والبشرية على حد سواء.

إن ما تعيشه اليوم بعض الدول من أوضاع كارثية وغياب أمني فيها وبمجتمعاتها فضلا عن تلونه في أساليبه ووسائله وأشكاله وصفاته يحتم علينا ألا نقف موقف المتفرج والمنتظر للكارثة بل أن نلقي نظرة شاملة متعمقة للأمن بأبعادها الامنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية بهدف اقتراح حلول تؤول بالضرورة إلى أفكار ونتائج تقي مجتمعاتنا خطر الإرهاب وتداعياته وآثاره السلبية وهذا ماتم إسناده بالفعل لأجندة مؤتمرنا هذا في نسخته الخامسة.
وبالتوازي مع تطور وتقدم الحياة والمجتمعات ظهرت أنواع جديدة ومعقدة من المخاطر والتهديدات ألقت على كاهلنا مسؤوليات وواجبات مضاعفة فوضعنا في الحسبان التطرق لأفضل الأساليب الحديثة في إدارة الكوارث والأزمات ودراسة المتغيرات العالمية من حيث أسبابها وتداعياتها وحلولها حتى نعد الخطط والبرامج والإجراءات اللازمة إعدادا جيدا قويا مبنيا على الدراسة والتحليل للواقع المعاصر.
وللإعلام فيما نصبوا ونتوق إلى تحقيقه نصيب فهو يشكل جزءا مهما من تركيبة المجتمع ويتجاوز تأثيره الحدود ويتخطى المسافات ويساهم في المساعدة بتطبيق التعامل الأمثل مع الكوارث والأزمات والحد من آثارها السلبية من خلال دوره الفاعل في إدارتها فضلا عن تعاونه في توجيه الجمهور اثناء جميع مراحل الكارثة أو الأزمة وتزويدهم بالحقائق والمعلومات والبيانات الصحيحة مجنبا إياهم الشائعات والأخبار المغلوطة المجهولة المصدر.

ولا ينحصر العمل في مواجهة أي كارثة أو أزمة على وقت حدوثها بل يتخطاه لما بعدها وإلى ماتتخلله من تحديات تواجه مرحلة التعافي منها وعلينا التنويه بأهمية هذه المرحلة الخطرة والحساسة ليتسنى للمتخصصين بالتخطيط الاستراتيجي في الأزمات وضعها باعتبار القائمين على تنفيذ الخطط فلا يعتري الشك أي منا بأهمية الاستعداد المسبق والمدروس والمتوقع للأحداث المفاجئة في تلقي الصدمة والتخفيف من حدتها وآثارها السلبية و التعافي السريع منها.

وإذ نضيف في أجندة المؤتمر لهذا العام بناء الجاهزية فذلك من حرصنا الشديد على توثيق عرى الترابط بين الاستعداد المسبق والتخطيط الاستراتيجي البعيد المدى والكوادر البشرية المؤهلة والتي تشكل أهم متطلبات بناء الجاهزية لاسيما وأن الاهتمام بأحد هذه المتطلبات وإهمال الآخر سينعكس سلبا على مواجهتنا لمخاطر معينة محتملة.

وإذا ما تحرينا الوصول إلى مجتمع آمن ومستعد لمواجهة الكوارث والأزمات فيجب أن نضع في الحسبان الوصول إلى أساليب مبتكرة تقوم على التخطيط المسبق والاستعداد الجيد والجاهزية الكاملة حتى نظفر بمجتمع مبتكر وجاهز ومستعد ومسؤول ومدرك للمخاطر المحدقة بنا من جميع الجوانب والزوايا.