تحدث في جلسات اليوم الثالث لمؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات 2010...

13 يناير 2010 أخبار

تحدث في جلسات اليوم الثالث لمؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات 2010 العديد من الخبراء والمختصين من بينهم فرانك كونغل عن تقييم المخاطر والتهديدات على المحطات النووية، فأكد أن تغييرات كبيرة طرأت على مفهوم التعامل مع التهديدات المحتملة للمنشآت النووية وتقييمها قبل وبعد عام 1995، وزادت أهمية التعامل مع التهديدات بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001، إذ أن التركيز قبل عام 1995 كان منصباً على الحوادث البسيطة التي قد تقع داخل المفاعلات النووية والتعامل معها مثلما حدث لمفاعل تشيرنوبل، وكان التركيز على الخطط التشغيلية وتطوير المعدات، إلا أن الأمور أخذت منحى آخر بعد عام 1995 حيث بدأ يظهر خطر الجماعات المسلحة ويزداد تباعاً.

وأضاف أنه منذ ذلك الحين بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في التوصل إلى اتفاقيات من أجل تشديد الحماية على المنشآت النووية، وبلغت هذه الاستعدادات ذروتها في اثناء وبعد أحداث 11 سبتمبر التي كشفت عن عدم وجود بنية تحتية شاملة وخطط للرد على الهجمات الإرهابية على المنشآت النووية، وفي ضوء ذلك تم وضع خطط الطوارئ لمواجهة أي تهديد إرهابي محتمل.
وأكد ضرورة مراجعة القوانين والتشريعات بهدف تمكين العاملين في المنشآت النووية خاصة الجهات الأمنية للتعامل مع أي هجوم قد تتعرض له أي منشأة نووية.

كما تحدث أمام المؤتمر السيد مصطفي عبد الله الموسوي من بلدية أبوظبي حيث تناول دور البلديات والخدمات في إدارة الأزمات والطوارئ، وقدم شرحاً عن أهمية دور نظام المعلومات الجغرافية أثناء الأزمات والطوارئ، خاصة في تسهيل حركة فرق الانقاذ وانتشارها في مواقع الحدث، واستعرض التحديات في مجال تطبيق نظم المعلومات وكيف نجحت بلدية أبوظبي في التعامل مع هذه التحديات من خلال التنسيق الأمثل بين مختلف الجهات الحكومية في أبوظبي مثل المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وهيئة أبوظبي لنظم المعلومات والاتصال.

وقال إن أحد الانجازات التي حققتها بلدية أبوظبي هو تطبيق نظام الخرائط الثلاثي والرباعي الأبعاد والذي من خلال تكامله مع نظام العنونة الجديد الذي يغطي كل مناطق أبوظبي سوف يسهم في الوصول السريع وبكفاءة عالية لفرق الانقاذ إلى موقع الحدث.

أما الدكتور صالح فارس فقد تحدث عن برنامج إدارة الطوارئ والرعاية الصحية فأشار إلى بعض الحوادث الكبيرة التي جرت في دولة الإمارات والعالم في الآونة الأخيرة وطرح سؤالاً عما أذا كان الناس يتوقعون مثل هذه الحوادث والكوارث، والجواب بالطبع لا ، ولكن من المؤكد أن كل شعب سوف يتعرض لحوادث وكوارث وسيكون هناك الكثير من الضحايا وسيتبع ذلك أضراراً مادية وأوبئة وأمراض وقد تطالنا آثارها، وهنا يأتي دور إدارات الصحة العامة التي يجب عليها التعامل مع مثل هذه الحالات، وهنا تبرز المصاعب التي تواجهها مرافق الصحة العامة في مثل هذه الحالات ومنها مواجهة الأعداد الكبيرة من الضحايا في حالات الطوارئ، وقلة التنسيق بين القطاعات المسؤولة والتكاليف المادية العالية والنقص في الأشخاص المؤهلين لإدارة الطوارئ.

وتساءل عما يجب عمله لنكون مؤهلين لإدارة الأزمات والطوارئ مشيراً إلى أهمية الانتقال من حالة ردة الفعل إلى حالة استباق وقوع الأحداث والاستعداد لها مؤكداً على أهمية التطوير المستمر سواء على المستوى الشخصي أو المؤسسات، إذ لابد أن يكون لمدراء إدارات الطوارئ خطط واستراتيجيات واضحة وأهداف محددة ومهمة واضحة، وبرامج مبنية على أسس علمية، وأن يكون هناك لجنة استشارية للحصول على الدعم الإداري المطلوب، وضرورة إجراء التقييم السنوي.
كما تحدث أمام المؤتمر السيد بيتر هولدن عن دور الأطباء والممرضين في الحوادث الكبرى والطوارئ، وأشار إلى أهمية دور الأطباء والممرضين قبل وقوع الحوادث والاستعداد لوقوع الحوادث والكوارث الطبيعية، خاصة التدريب على الاسعافات الأولية واخلاء أماكن وقوع الحوادث وتقديم الرعاية المباشرة والفورية للحالات الحرجة، خاصة وأنه خلال الحوادث الكبيرة والكوارث يلاحظ وجود نقص في المهارات للتعامل مع مثل هذه الأزمات، خاصة عندما تتطلب بعض الحالات وجود أطباء متخصصين في موقع الحدث وقبل نقل الحالات الحرجة إلى المراكز الطبية.

وشدد على أهمية أن تقوم طواقم الانقاذ العاملة في حقل الطوارئ ترتيب الأولويات خلال عمليات الانقاذ، والانتباه إلى سلامتهم الشخصية، أي سلامة فرق الطوارئ نفسها، وسلامة موقع الحدث، وسلامة الضحايا، وأن يحرص المنقذون إلا يكونوا ضحايا، والتعامل الصحيح مع معدات السلامة الشخصية، وأن يكونوا على دراية كاملة بكل تفاصيل الحادث، وإحترام التسلسل الإداري وتنفيذ التعليمات العليا وعدم التشتت الذهني خلال عمليات الانقاذ.

أما الدكتور بيتر دريسكول فتناول مسألة جمع الأدوية في المملكة المتحدة، وأهمية التخطيط المسبق قبل وقوع الأحداث فيما يتعلق بجمع الأدوية، واستعرض التشريعات في المملكة المتحدة التي تتعلق بهذا المجال ومختلف القطاعات الصحية التي يتم التواصل معها لجمع البيانات.

من جانبها سلطت الأستاذة ميثاء الحبسي، مدير ادارة الاتصال في مؤسسة الإمارات للنفع العام الضوء على برنامج التطوع الوطني حيث أعلنت عن اطلاق مبادرة ساند بدعم كريم من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وأشارت إلى أن هذه المبادرة تم إعدادها وإطلاقها على أسس علمية بعد استعراض التجارب العالمية الناجحة وزيارة عدة دول والاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.

أما جاكي راشيلد مديرة برنامج سيرت في الإمارات فقد استعرضت التجارب التطوعية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي بناء عليها تم تصميم البرنامج التطوعي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
أما ليني بيركلند وزيرة الدفاع السويدية السابقة تحدثت عن التجربة السويدية في مجال الدفاع المدني أثناء الطوارئ والأزمات والتي تم الاستفادة منها في تصميم برنامج الإمارات التطوعي ساند.

كما تحدث أمام المؤتمر السيد أحمد الكتبي من تكاتف فقد استعرض برنامج ساند والبرامج التدريبية التي يشملها هذا البرنامج لتأهيل المتطوعين والتي تنقسم إلى دورات أولية ودورات متقدمة.
وأضاف بأن متطوعي ساند يغطون جميع مناطق أبوظبي والعين ويرتدون زي موحد يعرف بهم لتسهيل تواصلهم مع السلطات المحلية.

وفي ختام جلسات اليوم الثالث تم تكريم المشاركين المتحدثين في هذا اليوم. وكان المؤتمر قد بدأ أعماله أمس الأول برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، حيث أفتتحه سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لإدارة الطوارىء والأزمات لدولة الإمارات العربية المتحدة.

ووقد عقد المؤتمر بالإشتراك والتعاون بين الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات، ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، وهيئة تنظيم الإتصالات، والمركز الوطني للأرصاد والزلازل، وجمارك دبي، وجهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية، وهيئة صحة أبوظبي.