تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان .. بدأت اليوم في أبوظبي أعمال الدورة الرابعة لـ " مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات 2014 "

25 فبراير 2014 أخبار

تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لامارة ابوظبي .. بدأت اليوم في أبوظبي أعمال الدورة الرابعة لـ " مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات 2014 " تحت عنوان " الاستعداد والاستجابة مسؤولية الجميع..مجتمع جاهز".

حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يستمر يومين في فندق " سانت ريجس جزيرة السعديات " في أبوظبي معالي الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية والفريق سيف عبدالله الشعفار وكيل وزارة الداخلية ومعالي انتونيوغوتيريس المفوض السامي للامم المتحدة لشؤن اللاجئين وعدد من كبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين ونخبة من المختصين من المنظمات والهيئات الدولية.

وألقى محمد خلفان الرميثي مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال فيها " قبل نحو ست سنوات خلت خطونا في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الخطوة الأولى في عقد وتنظيم مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات ..

وشكلت في حينها أول مبادرة من نوعها على مستوى المنطقة والشرق الأوسط..

آنذاك كانت الهيئة حديثة النشأة كإطار توجيهي تنسيقي يتحرك وفق استراتيجية موحدة وفق ما رسم لها من اهداف وغايات لتحقيق تطلعات الدولة وما تصبو الية لتحقيق الرفاهية والمكانة المرموقه بين دول العالم".

وأضاف " نحن نلتقي مجددا لنعقد دورته الرابعة هذه لمعرفة واستعراض الأحداث والتجارب والاستفادة من الخبرات من مختلف أصقاع العالم وقراءة الإرهاصات الجيوسياسية وغيرها ومقاربة الأفكار والبحوث في محاولة للتوصل إلى أنجح السبل والحلول لمواجهة ما هو متوقع أو طارئ في أفضل ظروف الاستعداد والاستجابة ووفق أحدث الوسائل والتقنيات والإمكانيات المتاحة ".

وأوضح أن الهيئة تحرص على الخطى في مسيرة هذا المؤتمر ترجمة للتوجيهات السديدة في ظل قيادتنا الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وفي اطار التوجيهات والدعم والمتابعة من قبل سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لامارة ابوظبي.

وقال مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث " لقد أولينا مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات اهتماما خاصا ونوعيا بالنظر إلى الدور الهام والمأمول منه في ترسيخ عرى التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات والأفكار مع مختلف دول العالم وفي ضرورة الاستفادة القصوى على المستويين الوطني والإقليمي من التجارب والخبرات عبر العالم والبحث عن أفضل المقترحات والحلول والتقنيات وأكثرها قدرة على ضمان استجابة مثالية وسليمة في مواجهة أي نوع من المخاطر التي قد تهددنا وتكفل بالتالي الحفاظ على الأرواح والمكتسبات".

وأكد أن مشاركة هذه النخبة من الخبراء والأكاديميين والمختصين هو دليل قاطع على سعينا نحو التميز في إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث عبر استعراض التجارب التي مرت بها دول بعينها في أنحاء العالم والعمل على استخلاص العبر منها وتبادل الخبرات والمعلومات ومحاولة استنباط الاستراتيجيات والخطط والبرامج التي تلبي متطلبات الاستعداد الأمثل والقدرة على الاستجابة الأسرع والأفضل لمختلف المخاطر وحالات الطوارئ والأزمات.

وأضاف إن المخاطر التي تتهددنا ليست طبيعية فحسب بل قد تكون أيضا من صنع أيدي البشر وما من دولة في أي مكان فوق الأرض بإمكانها أن تعتبر نفسها في منأى أو في مأمن من أحد هذه المخاطر أو من معظمها.. وبما أن الكثير من المخاطر عابر لحدود القارات والمناطق والدول ويكاد في قسم كبير منه أن يكون متشابها من حيث شكله ونوعه فإن معظم الدول تجد نفسها في موقع يستدعي التعاون والتنسيق مع غيرها إن على المستوى الإقليمي أو على المستوى الدولي وبالتكامل مع ما تقوم به المنظمات والهيئات الدولية المختصة لتبادل المعلومات والخبرات والغوص في التجارب لاستخلاص النتائج وإجراء الدراسات والبحوث للاستفادة منها عند وضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات المشتركة التي تستهدف للوصول إلى مجتمع جاهز قادر على الاستجابة السريعة لمتطلبات مواجهة كافة أشكال حالات الطوارئ والأزمات والكوارث بأقل حجم من الخسائر على مستويي الأرواح والممتلكات.

وأشار إلى إن اختيار " الاستعداد والاستجابة مسؤولية الجميع: مجتمع جاهز" عنوانا لـ "مؤتمر عام 2014" ينبع من قراءتنا لمجريات التطورات التي تعيش المنطقة والعالم على وقعها ومن حرصنا على السعي إلى تدارك ما قد يتولد عنها قبل فوات الأوان.. وقال " من هنا سوف يركز المؤتمر أولا على مسألة التنبؤ الوقائي الاستباقي كبديل عن التصدي المرتجل في مواجهة الطوارئ والأزمات والكوارث بالتلازم مع وجود خطط دقيقة تكفل استمرارية الأعمال في المفاصل الحيوية للدولة والمجتمع.. وثانيا على دور الإعلام في إدارة الأزمات بما يعني قيامه بمهمة نشر الوعي المجتمعي في مواجهة الازمات التي يمر بها المجتمع ومؤسساته وضرورة وجود استراتيجية إعلامية وإرساء علاقة مع وسائل الإعلام على أسس علمية ومهنية ووطنية.. وثالثا على دور المجتمع ككل على مستوى الأفراد والجمعيات والهيئات باعتباره المستجيب الأول الذي يقف وراء نجاح البرامج والخطط والاستراتيجيات أو فشلها.. ورابعا سيركز على إدارة المخاطر لاسيما النووية منها في ضوء انتشار اللجوء إلى الطاقة النووية لتوليد الكهرباء التي تتزايد الحاجة إليها وتتنامى في مواكبة خطوات التنمية.. وخامسا على الظواهر المناخية والكوارث الطبيعية ودورها في الكوارث.

من جانبه أكد الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية أن المنطقة العربية تشهد أنواعا متعددة من الأزمات السياسية والإقتصادية والإنسانية والطبيعية مشيرا إلى عجز غالبية الدول العربية على مواجهة هذه الازمات بشكل فردي بسبب ما تتطلبه من بنية تحتية متقدمة وخطط طوارئ تفصيلية يجري تحديثها من وقت لأخر.

وأوضح العربي أن فاعلية أي خطة لمواجهة الأزمات والطوارئ تتوقف على مدى الجاهزية في المجتمع باكمله وبجميع أفراده ومؤسساته مما يستوجب سمة تغيير في الإطار الذهني الذي يجري التعامل وفقا له مع الكوارث و الازمات لأن إنتظار وقوع الكارثة ثم البحث في كيفية رد الفعل على وقوعها يلحق بالعالم العربي أضرار جسيمة لايمكن تداركها.

وأشار إلى أن المنطقة العربية واجهت على مدى 25 سنة الماضية ما يربو عن 276 كارثة مما اسفر عن مقتل 100 ألف قتيل والتأثير على نحو 10 ملايين من السكان وجعل ما يقرب 5ر1 مليون شخص بلا مأوى.. مؤكدا أنه في ضوء هذه التحديات الضخمة يقع على كاهل الدول العربية التنسيق المسبق وزيادة الإستعداد للتعامل مع جميع مراحل الأزمة بالعمل على الانذار المبكر قبل وقوعها أو بإدارتها بكفاءة حال وقوعها او بإستيعابها وتخطيها وإعادة الأمور إلى حالتها الأولى.

ولفت العربي إلى محاور اساسية في العمل الجماعي العربي للتصدي ومواجهة الازمات والكوارث في مقدمتها إنشاء شبكة أزمات عربية وتعزيز دور الامانة العامة للجامعة العربية في الإنذار المبكر ومواجهة الازمات والتحديات التي قد تواجه العمل الجماعي في مواجهة الازمات.

وتطرق العربي إلى إستجابات الجامعة العربية حيال العديد من الأزمات التي تعرضت لها بعض دول عربية مثل ليبيا وسوريا وقطاع غزة في فلسطين بهدف مواجهة الظروف الإنسانية الصعبة التي عانى منها سكان هذه الدول خلال الازمات.

وحدد مجموعة من الإجراءات التي من شأنها تفعيل العمل الجماعي العربي في مواجهة الازمات مثل صياغة برتوكول واضح لتنظيم التعاون بين غرف الازمات العربية وتنظيم لقاءات للعاملين في غرف الازمات وتوفير الموارد المالية و التكنولوجيا الحديثة اللازمة لضمان أفضل أداء.

بعد ذلك بدأت الجلسة الاولى الذي تحدث فيها الجنرال مايكل تشارلتون ويدي من مجلس الوزراء بالمملكة المتحدة حول تطوير القدرات الوطنية لمواجهة الازمات والكوارث .. فيما تحدث في الجلسة رايلين تومبسون المدير التنفيذي بالمعهد الاسترالي لادارة الطوارئ حول المرونه اثناء الكوارث والتخطيط في ما يفوق التوقعات.. كما تحدث الان بيرمان رئيس مؤسسة التعافي من الكوارث من الولايات المتحدة الامريكية حول دور ادارة استمرارية الاعمال في التصدي للازمات و الكوارث .. وادار الجلسة اللواء الركن متقاعد الدكتور رضا البطوش نائب رئيس المركز الوطني للامن وادارة الازمات بالاردن.

وفي الجلسة الثانية التي كانت بعنوان " الاعلام و ادارة الازمات و الكوارث" وأدارها سعادة ابراهيم العابد مدير عام المجلس الوطني للاعلام .. تحدث فيها بير ريكرز الرئيس التنفيذي لمنظمة اعلام الطوارئ باستراليا حول دور الاعلام في نشر الوعي المجتمعي لمواجهة الطوارئ والازمات والكوارث.

كما تحدث الدكتور كامبل ماكافرتي مدير الامانة العامة للطوارئ المدنسة من المملكة المتحدة حول تخطيط الاستراتيجية الاعلامية لادارة الطوارئ و الازمات و الكوارث.. وقدم نيجيل كاي خبير دولي متخصص في الاعلام وادارة الطوارئ والازمات من المملكة المتحدة التعامل مع وسائل الاعلام اثناء الطوارئ والازمات والكوارث.

وشهدت جلسات اليوم الأول من مؤتمر الطوارئ والأزمات 2014 حضورا كبيرا من ممثلي المؤسسات الحكومية للاستماع إلى محاضرات قدمها خبراء في مجال الطوارئ والأزمات.