افتتح سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان الدورة الثانية لمؤتمر إدارة...

11 يناير 2010 أخبار

تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، افتتح سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لإدارة الطوارىء والأزمات لدولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الدورة الثانية لمؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات 2010، وذلك في مقر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في العاصمة أبوظبي ويستمر حتى 13 يناير 2010.

وحضر الإفتتاح معالي الدكتور حنيف حسن علي وزير الصحة، معالي الدكتور راشد احمد بن فهد وزير البيئة والمياه، ومعالي أحمد جمعه الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة، ومعالي عبيد الحيري الكتبي نائب القائد العام لشرطة أبوظبي، معالي راشد مبارك الهاجري رئيس دائـرة الشؤون البلدية في أبوظبي، وسعادة الفريق الركن حمد محمد ثانى الرميثي رئيس اركان القوات المسلحة، والفريق سيف عبد الله الشعفار وكيل وزارة الداخلية، ومعالي شروان الفرج الله الوائلي وزير الأمن الوطني العراقي، وعدد من المسؤولين.

وألقى سعادة محمد خلفان الرميثي مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارىء والأزمات كلمة وجه في بدايتها الشكر إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة لرعاية سموه لهذا المؤتمر وللدعم والمتابعة المستمرة من قبل سموه له، كما توجه بالشكر الجزيل إلى سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لإدارة الطوارىء والأزمات لدولة الإمارات العربية المتحدة على تشريفه وافتتاحه لأعمال المؤتمر وكذلك إلى أصحاب السمو الشيوخ والمعالي الوزراء والسعادة السفراء ولضيوفنا الكرام، ولشركائنا الاستراتيجيين.

وقال :" تنعقد الدورة الثانية لمؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات في ظل ظروف دولية وإقليمية غاية في الأهمية توجب علينا جميعاً وانطلاقاً من مسؤولياتنا تجاه مجتمعاتنا أن نقف ملياً عند هذه الظروف ومناقشتها وإستخلاص العبر منها خاصة تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها على جميع دول العالم، كذلك الحروب والكوارث الطبيعية، والأوبئة التي جرت وما زالت تجري في العديد من المناطق في عالمنا، وهذه الأزمات والكوارث والأوبئة تضعنا أمام مسؤوليات جسام تحتم علينا وضع الخطط والإستراتيجيات للتصدي لمثل هذه الأزمات والتعامل معها في المستقبل للتخفيف من آثارها والتقليل من مخاطرها على أفراد المجتمعات".

وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله تولي الإنسان أهمية كبيرة وتحرص أشد الحرص على حماية الأرواح والممتلكات، ومن هذا المنطلق فقد سعت قيادتنا الرشدية لوضع الأسس السليمة لمواجهة حالات الطوارئ والأزمات والاستجابة لها بشكل سريع وفعال، وحرصت على سن القوانين والتشريعات التي تسهم في حماية الأرواح والممتلكات وتنسيق الجهود للعمل الوطني، كما انتهت الهيئة من وضع اللمسات الأخيرة على القانون الاتحادي الخاص بإدارة الأزمات والطوارئ، تمهيداً لإقراره رسمياً من الجهات المختصة.

وأوضح أن الجهود الكبيرة والحثيثة والمتواصلة التي تبذلها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارىء والأزمات في دولة الإمارات تهدف بشكل أساسي لحماية أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها من أي طارئ وكذلك المحافظة على المكتسبات والإنجازات العديدة والمهمة التي حققتها دولتنا الحبيبة، وهذا وما دعانا لتنظيم مثل هذا المؤتمر واستضافة نخبة متميزة من المختصين في مجال مواجهة الطوارئ والأزمات للإستفادة من تجاربهم وخلاصة أفكارهم وتسخيرها لوضع الأسس السليمة لبرامج واستراتيجيات الهيئة لمواجهة الطوارئ والأزمات، ونحمد الله أن الهيئة استطاعت بالتعاون مع الجهات الرسمية ذات الصلة مواجهة أحد الأمراض التي انتشرت عالمياً في الآونة الأخيرة والتعامل معه بنجاح، وهذا ما نسعى إليه دائماً النجاح في مواجهة أي طارئ.

وفي مؤتمر صحفي في ختام جلسات اليوم الأول أكد سعادة محمد خلفان الرميثي مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارىء والأزمات أن الهيئة تحرص على ترجمة توجيهات القيادة حسبما حددها مرسوم انشاء الهيئة وتقوم بتطوير العمل والإرتقاء به لتكون دائماً على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ، مشيراً إلى الدعم الكبير والمتواصل التي تلقاه الهيئة من قبل القيادة التي تحرص أشد الحرص على حماية الممتلكات والأنفس، وتأمين كل من يعيش على أرض الإمارات.

وقال إن الهيئة انتهت من إعداد القانون الاتحادي الخاص بإدارة الأزمات والطوارئ حيث عكف فريق مختص من المستشارين القانونيين على صياغته مستفيدين من تجارب الدول الشقيقة والصديقة مع الأخذ بالإعتبار خصوصية مجتمع الإمارات، ولن يتم نسخ أي تجربة مهما كانت ناجحة، وسيأخذ القانون طريقه خلال أيام عبر القنوات الرسمية تمهيداً لإصداره، وسيلبي هذا القانون بمشيئة الله كل المتطلبات ويحدد كل الاختصاصات لكل جهة من الجهات على المستويين المحلي والاتحادي ويحدد واجبات ومسؤوليات كل المؤسسات فيما يخص الأزمات والطوارئ ومتى تتدخل الدولة لمعالجة الأزمات ويضمن الحقوق للجميع ويمنع تجاوز وتعدي الاختصاصات، وسيكون مرجعاً للجميع.

وحول انشاء مركز خليجي لمواجهة الطوارئ والأزمات قال سعادته أن التوجه في الوقت الراهن أن تقوم كل دولة بإنشاء مركز خاص بها وبعد الانتهاء من ذلك يصبح من السهل عملية إنشاء مركز موحد على مستوى دول مجلس التعاون لتنسيق الجهود ومواجهة الأزمات. وأضاف أن أمام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارىء والأزمات عمل كبير حلال العام الجاري 2010 سوف تحرص على إنجازها تباعاً حسب الأولوية منها الربط الإلكتروني بين المؤسسات الاتحادية مع الهيئة من أجل تسهيل عملية التنسيق والتعاون، مشيراً إلى أن الهيئة قامت بالعديد من التمارين وتضع الخطط لإقامة تمارين أخرى في المستقبل للإستعداد لأي طارئ على الرغم من الخصوصية التي تتمتع بها كل أزمة عن الأخرى لكن الهيئة تحرص على الاستفادة من الدروس.

وأوضح أن هناك مراحل للتعامل مع الأزمات، منها مرحلة الوقاية ، ومرحلة الاستعداد والتي تتمثل في إعداد الخطط والتمارين، ومواجهة الأزمة وفي النهاية إعادة الأوضاع إلى سابق عهدها، وقد استطاعت الهيئة إنجاز الكثير خلال فترة وجيزة وذلك بتضافر الجهود والتعاون والعمل بروح الفريق ومن أبرز ما واجهته الهيئة مرض انفلونزا الخنازير إذ تعد دولة الإمارات من الدول التي تعاملت مع هذا المرض بكفاءة عالية وهذا يدعو للفخر والتفاؤل بالمستقبل، وقد حدث ذلك من خلال برامج التوعية العديدة، وتنسيق الجهود بين الهنيئة ووزارة الصحة ووزارات الصحة في دول المنطقة والدول الصديقة ، وكذلك توفير جرعات التطعيم إذ تعد الإمارات من بين أول 5 دول وفرت هذا التطعيم ووفرت مليون جرعة وخلال فترة وجيزة سيصل عدد الجرعات إلى مليوني جرعة، وتم البدء بتطعيم الفئات الأكثر حاجة مثل الحجاج.

ودعا سعادة محمد خلفان الرميثي مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارىء والأزمات المواطنين والمقيمين لعدم التخوف من أخذ هذا التطعيم لأنه بحمد لله آمن وقد أوصت به منظمة الصحة العالمية التي تحرص على سلامة شعوب العالم، وقاد بادر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأخذ التطعيم وأنه لم تظهر أية أعرض لكل من أخذ التطعيم على الرغم من مرور شهور على أخذه. وقال أن لدى الهيئة مركز عمليات حديث ومتطور ومجهز بكافة الوسائل التقنية والتكنولوجية التي تمكن فريق العمل من التعامل مع أكبر الأزمات، وعن برامج التطول قال إن شعب الإمارات لديه حب للتطوع ومساعدة الآخرين منذ القدم وتقوم الهيئة حالياً بتنظيم برامج التطوع وتأهيل الراغبين في التطوع على التعامل مع جميع الحالات وقد دربت الهيئة قرابة 700 متطوع، قاموا بتأدية مهامهم في كثير من الحالات، ولدى الهيئة خطط لتريب 15 ألف متطوع من المواطنين والمقيمين لحالات الطوارئ، وسوف يصدر قانون خاص للتطوع في الإمارات يحفظ حقوق الجميع. وتحدث في اليوم عدد من الخبراء والمختصين من بينهم جاسون ماكنميرا، وعامر حسين، وجمال المطوع، لسيد راشد النيادي، وتيم ستير، وأحمد بطي أحمد حيث تناولوا أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ والأزمات والدور المهم والمحوري للحكومات والقيادات في إدارة الأزمات والتصدي لها.

إلى جانب الأخطار السياسية والأمنية في الشرق الأوسط خلال العام 2010، وأهمية تحليل التهديدات في عملية تقيم المخاطر وإعداد خطط التعافي ، ودور الجمارك في مواجهة الطوارئ والأزمات.

وقدم الخبير جاسون ماكنميرا من الولايات المتحدة الأمريكية ورقة عمل في الجلسة الأولى للمؤتمر حول استيعاب الفوضى في الأزمات، وقال إن الكوارث لا تحترم الحدود ولايوجد لديها مفضلين وتشمل الجميع ومن الواجب على الحكومات والشعوب الاستعداد لمواجهة الأزمات والكوارث، مؤكداً أهمية العمل الجماعي لحماية النفوس من المخاطر، إذ أن المجتمع عنصر أساسي في تحقيق النجاح وتجاوز الأزمات. كما تحدث الخبير عامر حسين عن الكوارث التي قد تحدث في منطقة الشرق الأوسط والتي تتنوع من الأوبئه والأمراض ، إلى التغيرات المناخيه كالسيول والجفاف والأمظار والثلوج والفيضانات الزلآزل، زالأعاصير، والعمليات الأرهاب، والحروب ، والنقل والمواصلآت وأكد ضرورة أن تتضمن برامج تدريب الأطباء وطواقم التمريض وألآنقاذ والمدرسين والأباء التعريف بردود فعل الأفراد أثناء الكوراث والأزمات، وأن الأستعدات المحليه يجب ان توحد خدماتها في أطارمرجعي يقلل أحتمال الكوارث، وركز في حديثه عن الآثار النفسية للجمهور بعد الأزمات مشيراً إلى أن دولة مثل لبنان عانى حوالي 46% من اللبنانيين أضطرابات مابعد الصدمة جراء معايشتهم للحرب الأهلية اللبنانية بضمنهم المدنيين وأفراد الجيش والمليشيات، و25% من أطفال لبنان طالتهم اضطرابات مابعد الصدمه.

وتحدث في الجلسة كذلك الدكتور جمال المطوع من هيئة الصحة في أبوظبي وتناول في ورقته إستعدادات هيئة الصحة لمواجهة مرض انفلونزاH1N1 خلال عام 2009 والإجراءات والاستعدادت التي قامت بها لمواجهة المرض حيث تعاملت الهيئة وفقاً لأعلى المعايير العالمية ووضعت المستشفيات والمراكز الطبية في حالة استعداد ونظمت العديد من ورشات العمل وقامت بحملات توعية على كل المستويات لتوعية الجمهور بهذا المرض وقامت بتدريب الكوادر لمواجهة هذه الجائحة، كما أجرت تنسيقاً مع كل الجهات المعنية وهذا ما أسفر بحمد لله عن الحد من انتشار المرض.

وتناول السيد راشد النيادي من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات الخطوات اختصاصات الهيئة والتي لخصها في إعداد الخطط الإستراتيجية لإدارة الطوارئ و الأزمات و إتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتطبيقها بالتعاون مع جهات الإختصاص بالدولة، إصدار التوجيهات اللازمة لتحديد أدوار الجهات المعنية في الدولة عند نشوب الأزمات، الإشراف على عمل المراكز الوطنية لإدارة عمليات الطوارئ، والإشراف على عمل الجهات الوطنية المساندة، إعداد البرامج التدريبية المشتركة لمواجهة الاحدات و الأزمات و الإشراف على تنفيذها، إعداد الخطط اللازمة لحماية المنشآت الحيوية في الدولة، وضع المعايير اللازمة لتقييم أداء الجهات المعنية في الدولة، إعداد الدراسات و الأبحاث العلمية للتنبؤ بوقوع الاحداث و الازمات، و كيفية التعامل معه، وإقتراح التشريعات و اللوائح المنظمة لإدارة الطوارئ و الأزمات، وتحديد علاقة الهيئة بالمؤسسات الأخرى بالدولة.

كما نضمت ورشة عمل خاصة بالطاقة النووية ركزت على عدة محاور، من أبرزها التنسيق المشترك بين الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وجهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية، لوضع الخطط المستقبلية لإدارة الطوارئ والأزمات في محطات الطاقة النووية في مجال الأمن والسلامة. وتم خلال اليوم الأول للمؤتمر تكريم عدد من الشاركين في المؤتمر من بينهم جاسون ماكنميرا، وعامر حسين، وجمال المطوع، لسيد راشد النيادي، وتيم ستير، وأحمد بطي أحمد. ويعقد المؤتمر بالإشتراك والتعاون بين الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات، ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، وهيئة تنظيم الإتصالات، والمركز الوطني للأرصاد والزلازل.

افتتح سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان الدورة الثانية لمؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات 2010